يعيش العالم اليوم مع تظاهرة سينمائية كبرى تتمثل في افتتاح مهرجان فينيسا السينمائي، أحد الخمسة الكبار في عالم المهرجانات الفن السابع، والمهرجان الذي يعد بوصلة جوائز الأوسكار.
في فينيسيا فقط لا توجد سجادة حمراء بل مياه وقنوات وجندول، وفي فينيسيا فقط لا يخاف أحد من الأسود بل يتنافس الجميع للفوز بالأسد الذهبي جائزة المهرجان الأقدم في العالم، والذي بدأ بدون جوائز.
ويعد المهرجان الأقدم في العالم؛ إذ أقيم لأول مرة في أغسطس عام 1932، وتأسس على أيدي جوزيبي فولبي رئيس المهرجان، ولوسيانو دي فيو رئيس اللجنة التنفيذية، وانتونيو مارياني الأمين العام.
ويحسب للمهرجان أنه شهد عرض أول فيلم ياباني في العالم الغربي وهو «راشمون» لأكيرا كوروساوا الذي فاز أيضاً بجائزة الأسد الذهبي في دورة عام 1951، وتدور قصته حول وفاة ساموراي في قرية نائية.
ومن يومها تحول المهرجان إلى بوابة ذات اتجاهين للسينما بين الشرق والغرب.
ولعل الكثيرون لا يعرفون أن المهرجان ليس حدثاً قائماً بذاته بل هو جزء من بينالي فينيسيا الأقدم في العالم والذي بدأت فعالياته لأول مرة في 19 أبريل 1893.
ويتفاءل أهالي فينيسيا بالرقم 7 لذلك هناك 7 جوائز رئيسة هي:
الأسد الذهبي، الأسد الفضي، كأسان فولبي لأفضل ممثل وممثلة، جائزة مارسيلو ماستروياني لأفضل ممثل أو ممثلة شابة، جائزة أوسيلا «لشخصيات خارج الشاشة» (كتاب سابقون، مصورون، إلخ)، وجائزة خاصة للجنة التحكيم. كما يوجد 7 برامج: المسابقة الرئيسية، برنامج هورايزون لألعاب الفيديو والأفلام الوثائقية، مسابقة الأفلام القصيرة، العروض غير المنافسة، قسم للسينما المستقلة والموازية، منتدى سوق الأفلام، حيث تقدم أكبر الشركات التجارية عناصر جديدة للموزعين، وجائزة Luigi de Laurentiis للمبتدئين. وعلاوة على ذلك، 7 هو الحد الأدنى لعدد أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية.
وخلافاً لكل المهرجانات السينمائية، لا توجد سجادة حمراء تقليدية بل يسير النجوم بالقوارب والجندول الشهير في القنوات المائية في منظر رائع يلهم المصورين.
وعلى مدار تاريخ المهرجان، لم يحصل على الجائزة الكبرى مرتين سوى 4 أشخاص فقط، هم الفرنسيان أندريه كياتي ولويس مالي، والصينيان ييمو زانج وأنج لي. ويحرص مسؤولو المهرجان على أن تكون الأفلام المعروضة حصرية لم تعرض في أي مهرجان سينمائي دولي آخر، ولم يسبق للجمهور أن شاهدها قبل العرض الأول في فينيسيا. وللتاريخ، فإن أول فيلم عرض في المهرجان كان دكتور جيكل والسيد هايد في الدورة الأولى في 6 أغسطس 1932. ورغم أن التفكير المبدئي كان يتضمن أن يكون المهرجان مثل البينالي كل عامين، فإن صناع السينما الإيطاليين حولوه إلى مهرجان سنوي بداية من عام 1934. وارتفع عدد الدول المشاركة من 9 إلى 12 دولة في الدورة الثانية. بوابة النجومية ويعتبر المهرجان بوابة النجومية للعديد من الممثلين العالميين ومن أبرزهم مارلون براندو الذي أثار الإعجاب في دورة 1954 بفيلمه On the Waterfront، وترشح بعدها لـ12 جائزة أوسكار فاز بثمانية منها في مقدمتها أفضل ممثل. وهناك قاعدة راسخة في المهرجان أن الفيلم الفائز لا يحظى بالضرورة بإعجاب الجمهور والنقاد لأن للجنة التحكيم معايير خاصة، وحدث هذا مع فيلمي سينسو للوتشينو فيسكونتي ولاسترادا لفيدريكو فيليني، اللذين ترشحا بقوة للأسد الذهبي في عام 1954 واقتنص الجائزة في النهاية فيلم روميو وجولييت للمخرج ريناتو كاستيلاني. يتبقى أخيراً الإشارة إلى أن الأفلام التي تعرض لأول مرة في المهرجان عالباً ما تحصل على جوائز الأوسكار، وتضم تلك القائمة على سبيل المثال «لالا لاند»، بيردمان، جرافيتي، الجوكر، روما، وذاشيب أوف ووتر.