يعد أسبوع الموضة هو الحدث الأهم في عالم الأزياء والملابس، ينتظره عشاق الموضة في كل مكان حول العالم، وهو عبارة عن حدث يقدم فيه أبرز مصممي الأزياء مجموعاتهم الجديدة من الملابس في أشهر 4 عواصم عالمية: نيويورك، لندن، ميلانو، وأخيراً باريس.
اقرأ أيضاً:
يقام أسبوع الموضة، مرتين في العام، الأول في شهر فبراير لعرض مجموعات الخريف والشتاء للعام المُقبل، والثاني في سبتمبر لعرض مجموعات الربيع والصيف للعام الُمقبل، لذلك فعرض الأزياء المعروض في الموسم الحالي هو من أجل الفصل القادم، وفي الحقيقة هناك أسباب خافية وراء ذلك:
أوّلها مرتبط بأصل هذا الحدث، فمنذ بداياته كان المصمّمون يعرضون ملابسهم التي ستباع في المتاجر بعد 6 أشهر، لكي يأخذ عشّاق الموضة وقتهم في الاطلاع على كلّ الصيحات، واختيار ما يناسبهم لشرائها.
والثاني لمنح المصمّمين الوقت الكافي لتصنيع قطع الملابس، وتوزيعها في المتاجر العالميّة في الوقت المناسب، (مع ذلك، قد توفّر بعض العلامات الكُبرى خيار الشراء فوراً من ممشى الأزياء، أو عبر الإنترنت).
أصل أسبوع الموضة في العواصم العالمية؟
البداية من فرنسا
الموضة أساسها باريس، هذه معقولة حقيقية 100%، بدأ مفهوم عرض الأزياء الفاخرة في فرنسا منذ القرن الـ18، حيث كانت صالونات الخياطة الراقية تعرض أحدث أزيائها في ورشات الخياطة المعروفة حينها باسم أتيليه Atelier، وكان يتم عرض هذه الأزياء الجديدة من خلال النساء التي تمشي بخط طولي يطلق عليه «مَسير الموضة»، لتصبح ما نقول عنه اليوم «ممشى الأزياء».
كانت هذه الظاهرة الترفيهية مقتصرة على الطبقة الأرستقراطية والملوك فقط، بعد ذلك أصبح «مَسير الأزياء» حدثاً شائعاً في العصر الحديث لفرنسا، وباتت كافة المتاجر المهتمة بالأزياء وجذب أكبر قطاع من المتهمين بالملابس إليها، تقوم بهذا الممشى لتسويق سلعها.
العدوى تنتقل لنيويورك
بعد اهتمام العالم بـ«مسير الأزياء» في فرنسا، انتقلت العدوى إلى مدينة نيويورك في عام 1903، وبدأ متجر اسمه (إيريتش برذرز (Ehrlich Brothers بالسير على خُطى الفرنسيين، وفي سنة 1910 تبعته بعض المتاجر الكُبرى، ومن 1920 فصاعداً، بدأ الأمريكيون بإقامة عروض على غرار «مَسير الأزياء الفرنسي».
حينها كانت هذه العروض غير ملتزمة بوقت أو موسم معين، إلى أن جاءت السيّدة إليانور لامبرت رئيسة معهد نيويورك للأزياء، وأطلقت ما يعرف بـ«أسبوع الإعلام»، وجاء في ذروة الحرب العالمية الثانية، حيث لم تتمكن وسائل الإعلام الأمريكية من الوصول إلى باريس، لمشاهدة مجموعات الموسم المقبل.
وهذه كانت فرصة نيويورك لتظهر للعالم ما يمكنهم فعله في عالم الأزياء والموضة، منذ ذلك الحين تحول أسبوع الإعلام إلى أسبوع الموضة وتم تنظيم العروض في أماكن في جميع أنحاء مدينة نيويورك، ولكن في عام 1994 وجدت المدرجات منزلها الأول في Bryant Park الذي يقع بالقرب من منطقة Garment، تجاوزت العروض المساحات الخضراء العشبية الشهير في وسط المدينة، وانتقل ممشى الأزياء إلى حديقة دامروش في مركز لينكولن في عام 2010.
ميلانو تلحق بقطار الموضة
لم تتوقف أسابيع الموضة في فرنسا ونيويورك فقط، بل وصلت العدوى إلى مدينة ميلانو الإيطالية، التي أسست أول أسبوع خاص بها في عام 1958 من قبل الغرفة الوطنية للأزياء الإيطالية، وهي جمعية غير ربحية تنظم وتنسق وتشجع تطوير الأزياء الإيطالية، وهي مسؤولة عن استضافة أحداث الموضة وعروض ميلان.
لندن تأخذ نصيباً من الموضة
في عام 1983 بدأ مجلس الأزياء البريطاني يُطلق مصطلح «أسبوع الموضة» على سلسلة من فعاليّات الأزياء المنظّمة، حيث أقيم أسبوع الموضة في لندن لأول مرة في أكتوبر 1983، ويصنف حالياً إلى جانب نيويورك وباريس وميلانو، وهو من ضمن أحد أسابيع الموضة «الأربعة الكبار».
يعد حدثاً يجذب أيضاً اهتماماً كبيراً من الصحافة، فقد يحضره أكثر من 5000 صحفي ومشترٍ، وقدرت الطلبات بأكثر من 100 مليون جنيه استرليني، كانت قديماً تقام ممشى الأزياء إما في مساحة العرض الخاصة بمجلس الأزياء البريطاني 180 ستراند، أو في مواقع خارجية حول وسط لندن، لكن في 2015 اتخذ مجلس الأزياء البريطاني قراراً باستضافة صالات عرض المصممين في «مصنع الفينيل».
هل ممكن أن تختلف الأزياء المدرجة في العرض عن المتاجر؟
بالفعل يحدث ذلك كثيراً، لأن الهدف الأساسي من عرض الأزياء في أسابيع الموضة، هو إظهار المعنى والهدف من وراء هذه الأزياء، لذلك دائماً تجد المصممين يضعون اسماً معبراً عن خط الأزياء الخاص بهم، لأنهم يريدون إحداث أكبر تأثير ممكن، مع نقل موضوع المجموعة للموسم المقبل.
هذا يعني أنهم سيظهرون نسخاً مبالغاً فيها أو أكثر دراماتيكية لما ينتهي به الأمر في المتاجر، وهذا السبب يرد على سخرية البعض من طريقة عرض الملابس أو شكل القطع في عروض الأزياء العالمية، لأنها قد تكون أكثر جنونا.
من يذهب لعروض الأزياء وكيف يتم دعوتهم؟
كل من يذهب إلى عرض أسبوع الموضة يجب أن تتم دعوته، لذلك من يحضر عرض الأزياء يكون من محرري الأزياء، ومشتري متاجر البيع بالتجزئة، ومدوني الأزياء، ومؤثري الصناعة، وأصدقاء أو عملاء المصممين، المشاهير والنجوم.
يتواجد المشاهير في الصف الأمامي إما لدعم صديقهم المصمم أو للترويج للعلامة التجارية (مثل جينيفر لورانس في ديور، وغيرها من المشاهير الذين يكونون الوجه الرسمي للعلامة التجارية).
لم تحصل عروض أزياء ربيع 2021 على المتابعة المستحقة كما يحدث كل عام، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، حيث أعلنت بعض من دور الأزياء على المشاركة، والأخرى أعلنت انسحابها في اللحظات الأخرى خوفاً من المسؤولية المجتمعية بشأن انتقال العدوى بين الحضور.
ففي أسبوع الموضة النيويوركي المقام في 13-16 سبتمبر الماضي، لم تشارك سوى بعض دور الأزياء مثل Tom Ford وCarolina Herrera وJonathan Simkhai وNaeem Khan وChristian Siriano ستقدم مجموعاتها لربيع 2021 ضمن أسبوع الموضة النيويوركي.
أمّا بالنسبة للدور التي لم تشارك فكانت: Michael Kors وProenza Schouler وTory Burch وBrandon Maxwell وMarc Jacobs، هذه العلامات قررت إعادة تشكيل جدولها الزمني من دون التقيد بروزنامة أسبوع الموضة.
أسبوع الموضة اللندني لربيع 2021
في سبتمبر 2020، أكّد مجلس مصممي الأزياء البريطاني The British Fashion Council مشاركة ما يقارب 80 مصمماً في أسبوع الموضة اللندني لتقديم مجموعاتهم لربيع 2021 من 18 سبتمبر إلى 22 سبتمبر 2020، وكانت العروض بين مزج بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي «الأونلاين».
أسبوع الموضة في ميلانو لربيع 2021
كباقي أسابيع الموضة والأحداث الأخرى أعلنت المؤسسة الوطنية لغرفة الأزياء الإيطالية Camera Nazionale della Moda Italiana عن استمرار أسبوع الموضة في ميلانو الذي حدث من 23 إلى 28 سبتمبر 2020، وكان أيضاً مزجاً بين العالم الافتراضي والواقعي.
أسبوع الموضة الباريسي لربيع 2021
أما أسبوع الموضة الباريسي فأعلن عن استمرار عمله رغم وباء كورونا المستجد، لكن مع تقليل أعداد الحضور وتغير مكان إقامة العروض، على أن تكون منصات كبيرة وخارجية، بالإضافة إلى نقل الحدث أونلاين، ليتمكّن المحررون الدوليون الذين لا يستطيعون السفر إلى الدول الأوروبية، من تغطية هذا الحدث.
بالنسبة لعروض الأزياء في عام 2021، أعلنت العلامات التجارية ودور الأزياء في المشاركة بأسابيع الموضة، ببث مجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، أو المنصات الشريكة، لتجنب زيادة أعداد انتشار المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».