أفريقيا.. هي قارة بكر تزخر بثروات طبيعية متجددة، كما أن بها رأس مال بشري يمتلك مهارات نوعية بمختلف المجالات ويتصاعد اليوم الطلب عليه في الاقتصادات المتقدمة والأسواق الناشئة، وتحديدًا بتكنولوجيا المعلومات والصناعات وثيقة الصلة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية ومتغيرات الثورة الصناعية الرابعة.
ومن خلال أجنحتها، يمكن للقارة السمراء أن تقتنص الفرص وتستقطب المزيد من الاستثمارات، لتواصل وتيرة نموها وازدهارها المتسارع، بطموحات وأهداف استشراف آفاق أرحب على مسار الريادة النوعية العالمية.
وتشارك غالبية الدول الأفريقية في المعرض العالمي بما يقارب 46 دولة مشاركة من أصل 54 دولة أفريقية.
"إكسبو" منصة رائجة لتعزيز الانتعاشة الاقتصادية في مصر
وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع أكدت خلال سبتمبر/أيلول الماضي أن مشاركة مصرفي معرض إكسبو 2020 دبي تكتسب أهمية خاصة، باعتباره منصة لعرض الفرص الاستثمارية المستقبلية المتاحة في مصر.
وكشفت جامع أن الفرص التي سيتم عرضها لن تتوقف عند قطاعات التجارة والصناعة، وإنما تمتد للترويج الحضاري لمصر عبر عرض أحدث تابوت تم اكتشافه لأول مرة عبر إكسبو بالجناح المصري.
وسيسلط الجناح المصري الضوء على أهم المشروعات القومية في مصر، وأهمها مشروعات البنية التحتية ومشروعات قناة السويس وكذلك مشروعات الإسكان والتطوير الصناعي، وهي المشروعات التي يستهدف من عرضها جذب الاستثمارات الخارجية، وفق ما أوضحته الوزيرة.
ويتميز جناح مصر في معرض إكسبو 2020 دبي بتصميمه المبتكر الذي يبرز تاريخ وحضارة مصر الممتد لآلاف السنين، مرورًا بالتطور الهائل الذي حققته في العصر الحديث، ما جذب إقبالا كبيرا من الجمهور للاطلاع على تراث وثقافة مصر، وما يعرضه الجناح من الفرص الاستثمارية والعيش الرغيد لعشرات الملايين من سكانها.
وقال الدكتور خالد ميلاد رزيق، مدير الجناح المصري في المعرض، إن جناح مصر في هذا الحدث الدولي الاستثنائي والذي يقع في منطقة الفرص يعكس مكانة وثقل مصر على المستويين الإقليمي والعالمي، إلى جانب التركيز على مصر المستقبل وأهم الفرص المتاحة أمام المستثمرين في كافة القطاعات.
وبلغ عدد زوار الجناح حتى الآن نحو 50 ألف زائر من مختلف دول العالم، وهو ما يجعله أحد أكثر الأجنحة جذباً للزائرين.
ساحل العاج "الأكثر ديناميكية" بغرب أفريقيا.. تقدم نفسها للعالم
وفي "إكسبو 2020 دبي" حصلت ساحل العاج على موقع جيد ومناسب في منطقة التنقل، أقامت عليه جناحها الخاص في مساحة تناهز 500 متر مربع.
وفي مبنى مكوّن من طابقين تم تصميمه من الداخل والخارج وفق الأشكال والألوان والتقاليد الأفريقية العاجية الأصيلة، حيث تكون كوت ديفوار من خلاله قادرةً على تقديم نفسها للعالم، من خلال تاريخها وفنونها وقيمها في مختلف المجالات والحقول، أو من خلال ما أنجزته منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 كأنشط اقتصاد في منطقة غرب أفريقيا، أو من خلال ما تطمح إليه من آفاق ومستهدَفات مستقبلية.
وتتطلع كوت ديفوار بشغف إلى تجاوز النظرة التي صنفتها دائماً كاقتصاد قائم على زراعة وتصدير البن والكاكاو والأناناس، إلى وضع اسمها على خارطة التصنيع والاتصالات والنقل والسياحة وتقنية المعلومات والطاقة البديلة والبنية التحتية.
كما تتبنى مشروعًا طموحًا يهدف إلى تعزيز عملية التكامل الإقليمي والاندماج في نظام التجارة متعدد الأطراف، لتأكيد دورها كمحور اقتصادي وقاطرة للتنمية والتقدم في منطقة غرب أفريقيا. وهي التوجهات التي سيضطلع جناح ساحل العاج في إكسبو 2020 دبي بشرحها وتعريف العالمَ بها، فضلاً عن بيان الفرص التجارية والاستثمارية الكثيرة والمتنوعة في بلاد الشوكولاتة والبندق والكاكاو.
تدفقات "نوعية" مرتقبة على مختلف الأسواق الأفريقية
إن مشاركة الدول الأفريقية ستكون مميزة بالنسخة الحالية للمعرض، إذ تشارك كل دولة بجناح منفصل لأول مرة في محاولة لاقتناص حصة كبيرة من التدفقات الاستثمارية حول العالم.
وأشار مختصون ومسؤولون عن أجنحة أفريقية مشاركة في معرض إكسبو 2020 دبي، إلى أن ما يجاوز 85% من دول القارة الأفريقية ستشارك بطموحات التعافي من جائحة كورونا والاستفادة من الخبرات الدولية في معالجة الأزمات التي يعانيها الاقتصاد العالمي.
من جهتها، قالت نائبة المفوض العام للجناح الغيني سيرياني كينيما "إن هناك طرقاً مختلفة ستستفيد بها غينيا من مشاركتها في إكسبو 2020. ولأول مرة سيكون لها جناح خاص بها في معرض إكسبو الدولي، وهو ما يتيح مشاركة صوتنا مع العالم بأسره، ويعرض جميع الفرص الرائعة التي توفرها بلادنا".
وأضافت سيرياني "إننا نستهدف استخدام إكسبو دبي كمنصة لإعادة تقديم غينيا إلى جمهور أوسع وتقديم الفرص العديدة التي توفرها البلاد بشكل ملحوظ فيما يتعلق بالأعمال والسياحة، من خلال تقديم كل إمكاناتنا، بما يجذب جماهير جديدة ويعزز علاقتنا مع شركائنا الحاليين".
وأوضحت أن مناخ الأعمال في غينيا جذاب، ويقدم الإطار القانوني الجديد للاستثمار حوافز وتسهيلات مثيرة للاهتمام مع موقع جغرافي استراتيجي ومجموعة واسعة من فرص الأعمال في الصناعة الزراعية والبنية التحتية والتعدين والطاقة والعديد من القطاعات الأخرى.
ويرى المدير العام لمجموعة "أورينت بلانيت للأبحاث" نضال أبوزكي أن القارة الأفريقية تمتلك الموارد الهائلة والمتنوعة، ولديها الكثير من الإمكانات لتقدمها للعالم، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات كبيرة تتمثل في ضعف عمليات الترويج والافتقار إلى البنى التحتية المادية واللوجستية.
وأضاف أن معرض إكسبو 2020 دبي يمثل الفرصة للتغلب على هذه التحديات من خلال تعزيز العلاقات بين الدول الأفريقية ودول العالم، وإتاحة المجال لفتح شراكات دولية وأسواق جديدة لمنتجاتها واستقطاب استثمارات مباشرة لبلدان القارة.
كما يمثل المعرض فرصة تنافسية لدول أفريقيا للترويج لما لديها من فرص متاحة للاستثمار في ظل التطورات الهائلة التي يشهدها الاقتصاد الأفريقي، كذلك الترويج للسياحة في القارة باعتبارها أحد القطاعات المخطط لها لقيادة النمو الاقتصادي خلال السنوات المقبلة.
