افتتح القنصل العام لدولة الكويت في ميلانو، عبد الناصر بوخضور، الأحد، جناح دولة الكويت في معرض «بينالي البندقية» الدولي الـ17 للعمارة لعام 2021 تحت عنوان «كيف نعيش معا» ضمن 46 دولة من جميع قارات العالم.
وحضرت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي آل خليفة، ومفوض جناح الكويت المهندسة المعمارية زهراء علي بابا، حفل افتتاح الجناح المقام تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت في إحدى قاعات مبنى الترسانة البحرية القديمة.
سالم الحجرف يغادر «التقدم العلمي»
منذ 10 دقائق
سمو ولي العهد يتلقى اتصالاً هاتفياً من نائبة الرئيس الأميركي
منذ ساعة
وأكد بوخضور، في كلمته الافتتاحية، أهمية الحضور الكويتي والمواظبة على المشاركة في هذا المعرض المعماري الدولي الأبرز والذي يواكب الحركة الثقافية والإبداعية الرائدة في العالم ويجمع المعماريين من مختلف المشارب الثقافية لطرح التصورات والحلول للإشكاليات الحضرية المعاصرة.
وقال إن مشاركة دولة الكويت مجموعة من الدول الرائدة يؤكد الحيوية الثقافية والفكرية التي يعبر عنها فريق من شباب الكويت المبدعين هذا العام، مشيداً بالطرح والرؤية المكتملة لموضوع الجناح الذي يدور حول الصحراء في الكويت واستكشاف الإمكانات والموارد الكامنة من منظور التنمية المستدامة.
من جانبها، وجهت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي آل خليفة التهنئة إلى القنصل العام بوخضور ودولة الكويت «الغالية» على «الصورة الجميلة للجناح وعلى عنوانه المميز وتناوله الإبداعي لموضوع الصحراء ببحث كيفية استغلال الفرص الممكنة فيها وإمكانية توظيفها وتطويرها والتأقلم مع الطبيعة».
من ناحيتها، قالت مفوض الجناح المهندسة المعمارية زهراء علي بابا، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن هذه المشاركة الرابعة والدورية في بينالي البندقية «تؤكد أن لدى دولة الكويت مشروعا فكريا جادا يدحض الفكرة السائدة عن كون مجتمعاتنا استهلاكية وغير منتجة».
ولفتت في هذا الصدد إلى أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دأب على تولية الشباب إدارة هذا الحضور وهو يميز مشاركة الكويت في البينالي وذلك لاعتبار أن أغلبية الكويتيين من الشباب الذين يتعين استثمار طاقاتهم وفكرهم عبر التواصل والتفاعل في هذا البينالي العالمي الأبرز الذي تشارك الكويت فيه منذ عشرات السنوات.
وأوضحت أن موضوع الجناح نبع من «فكرة أن الصحراء بمكنونها غير المستكشف قادرة على تغيير تاريخنا» مع النظر الى أن جزءا من أراضي الكويت مناطق حضرية والمساحة الباقية أراض مفتوحة في حين تسعى الدولة لتطوير المنطقة الشمالية وإقامة مدن جديدة وهو وضع يستدعي «وقفة تأملية لإعادة التفكير في الصحراء».
ويقول الفريق القائم على الجناح إنه يبحث المشكلات بالتحليل المفصل «لحالة الأراضي الواقعة في المناطق الصحراوية التي تظل مشوشة وغير منظمة بينما تنمو المساحات الحضرية ما يؤدي غالبا إلى أنماط نمو غير منضبطة أو تنتج حروب فضاءات» تتنافس فيما بينها من أجل البقاء.
ويؤكد أنه «رغم الاعتقاد السائد بأن غالبية ما يشكل الأراضي الوطنية مجرد فضاء خال إلا أنها تتكون من مساحات وظيفية عليها عمليات بيئية وتنموية ومواردية متنوعة تخدم وتدعم استمرار المدينة ومع ذلك تبقى هذه البيئة بعيدا عن الحوار العمراني المحلي».
ويشير إلى أن التحديات المتمثلة في «تحضير مخططات تنموية جديدة موازية تسعى للتوسع الحضري خارج نطاق المدينة حتى تندمج في نهاية المطاف مع الصحراء» مهددة بذلك مستقبل البيئة الوطنية في ظل التعارض الوظيفي والاختلاف الحجمي والنمو غير المنظم لمساحاتها.
وبالتالي تهدف مشاركة الكويت بالبينالي بمعرض تحت عنوان (فضاء تفاوضي) إلى تناول الأسئلة حول «مدى إمكانية وجود المساحات الوظيفية بجانب بعضها البعض أم ستستسلم للتمدد العمراني المحتوم للمدينة» وذلك بتصور مستقبل تلك المساحات المهددة بالانقراض أو الاستغلال الجائر أو حتى النسيان.
وقالت عضوة الفريق أسيل اليعقوب إن فكرة مشروع الجناح سعت بعد النظر في تاريخ العمارة في الكويت وانحسارها في المدينة والجانب الحضري منها إلى إعادة الاهتمام بالصحراء والسعي إلى تغيير النظرة تجاهها والمفهوم السائد بكونها فضاء خال وإظهار ما بها من مناطق وظيفية وموارد لاستكشاف بعد معماري فيها.
كما أوضحت المشرفة أصايل السعيد أن الفريق القائم على المشروع استدعى للمساهمة في بلورته مجموعة من 25 متخصصا من الكويت ومن حول العالم تضم معماريين ومخططين وجغرافيين ومؤرخين وفنانين وأدباء اضطلع كل منهم بدراسة وتصور وتصميم حلول معمارية وحضرية متكاملة لمستقبل هذه المناطق.
ويقام بينالي البندقية في الفترة من 22 مايو إلى 21 نوفمبر 2021 وفق روية المعماري المرموق عميد كلية العمارة والتخطيط في جامعة ماساتشوستس هاشم سركيس الذي طلب من المهندسين المعماريين «تخيل مساحات يمكننا أن نعيش فيها سويا بسخاء في سياق الانقسامات السياسية الحادة والتفاوتات الاقتصادية المتزايدة».
